5 Followers
1 Following
ibrahemz

ibrahemz

باولا

باولا - صالح علماني, Isabel Allende كتبت بعد قرائتي لها العام الماضي:
ليس أمرًا هينًا (على كل حال) أن تتمكن كاتبة(أو كاتب) من جذبي لتفاصيل خاصة جدًا بتلك الطريقة المشوِّقة بدون عوامل قد تكون مساعدة كجودة اللغة (في العربية مثلاً) أو عنصر التشويق والمفاجأة (في بعض رواياته) أو غير ذلك، يكون الحدث مستكينًا هادئًا، وتأتي الحكايات والتفاصيل على مستوى متقارب ومتباعد منه، تشد وتجذب، وتجعل القارئ يتماهى تمامًا مع شخصيات العمل (وليس بالضرورة أبطاله) ..
أقرأ "باولا" مستمتعًا، وأتذكر أحد الأصدقاء يهمس ليه (إنها ليست رواية)، المجد للمذكرات إذَا يا عزيزي، لا يهمني التصنيف أبدًا، ولا أتوقف عنده، وأؤمن بنظريات الإيهام جدًا وأحبها، وأرى الأدب قادرًا جدًا على الانطلاق من كل ذلك ..
أقرأ باولا، وأتذكر "سقف الكفاية" جدًا ..
لا لتشابه في حدث أو أحداث، ولا طريقة سرد (قطعًا) ولكن لحدوث ذلك الرهان الأخاذ المحبب إلى نفسي دائمًا، رهان الأدب السامي، والذي يصنع له أسطورته الخاصة وخلوده ...
ولا أكتب عن (بـاولا) .. ولا عن مدى واقعيتها، وجرأتها، وقدرتها على الحكي بهذه الحميمية الأدبية البليغة، ولا عن امتناني الكثير للمترجم القدير (صالح علماني) الذي نقل النص بحرفية وذكاء، وإنما أتكلم عن تلك المتعة .. تلك المصداقية والشفافية والقدرة على الجذب إلى ما لا نهاية!!

شيئًا مـا سيستكشفه النقاد بعد مائة عامٍ ، وربما لن يكتشفونه مطلقًا يجعلنا نقول بأدبية الأدب، شيئًا بين تناغم الحروف وتداخل المشاهد، طريقة الكتابة، .... السـرد ..
أذكر خدعةً متقنةً كشف عنها د.يوسف زيدان ذات مناقشة فريدة لروايته الرائعة (عزازيل) يوم قال إنه يختار مخارج الحروف التي تتلاءم مع نفسية الشخصية داخل الحدث، ودلل على ذلك بإحدى مقاطع الرواية، الحقيقة أن تفسيره ذلك أبهرنا جميعًا، ولكني أذكر أن الكتاب ليسوا سواء في طريقة الـ"سبـك" تلك، والكتابة، البعض منهم تلقائيون جدًا، يأتي منهم الكلام كما يفكرون به، وإلا لما كانوا مبدعين ...
هذا هو الإبداع
ليس الإبداع ملقى على قارعة الطريق، كالكلمات، ولكنه داخل نفس كل كاتب، وطريقة نظمه للعبارات، ورصده للمواقف والأحداث، بقصدٍ حينًا، وبدون قصدٍ أحيانًا أخرى ...
في كل ما أكتب أتمنى فقط، أن أصل لهذه المقدرة ...وليكن ما أكتبه عظيمًا جدًا (أقصد ظاهر العظمة) أو حقيرًا تافهًا ( قد يبدو كذلك) ... ثم لينصرف الجميع!
ولأن نفوسنـا ليست على "مـقاسٍ" واحد، فنحن بالتأكيد نختلف، ونتخالف في طريقة تلقينا، ... في البداية كنت أدهش عندما أجد ما أعجبني جدًا، قد ملَّ منه البعض، أو ضاق به ذرعًا فلم يكمله، بعد فترة، أو فترات أيقنت أن ذلك الاختلاف كشأن كل اختلاف من طبائع الأمور ... ولكنه كانت توقفني كتابات أجمع الناس على اختلاف مشاربهم على حسنـها !!

كنت أود أن أتكلم أكثر !
ولكني سأسكت الآن