5 Followers
1 Following
ibrahemz

ibrahemz

قميص هاواي

قميص هاواي - إيهاب عبد الحميد أولاً أحب أن أشير إلى أننا مقصرون جدًا في حق "القصة القصيرة"، وأقول أننا ولا أقول أنني لأني أشعر من متابعتي أنها "أزمة عامة" .. ولا أعلم لها سببًا حقيقيًا!
في الوقت الذي كلما قرأت فيه مجموعة قصصية اكتشفت روعة وجمال هذا النوع الأدبي الرفيع، ذلك أنه ينقلك عبر كل قصة ـ لاسيما إن كان كاتبها محترفًا ـ إلى حالات ومواقف وشخصيات متعددة، يضم هذا كله دفتي كتابٍ واحد!
.
فيما يخص "قميص هاواي" التي تأخرت كثيرًا حتى قرأتها، رغم أنها عندي منذ ما يربو على العامين (منذ حصل صاحبها على جائزة يوسف إدريس عام 2010، والتي بدا لي أنها تستحق الجائزة بجدارة ..فيمكننا أن نقول:
المجموعة المكونة من 9 قصص فقط تأخذك لعالمها المدهش منذ أول قصة، وتطرح عليك فورًا رؤيتها للعالم الذي تمتزج فيه الواقعية ببساطة مع الفانتازيا المحكمة بقصة (العطش) التي تجعلك تتوقف بين رمزية غياب الماء من المدينة وردود أفعال الناس حوله، وبين تلك البنت التي تظهر في القصة لتتحدث عن نفسها، بأنها الـ "عبيطة" رغم أنها "واقعية" وبسيطة، وتحكم النهاية في القصة بطريقة بارعة ..
وما إن تنتقل إلى بداية (موتو) حتى يتأكد لك مع "المساجين اللي بيمشوا على الحيط" إن القصة فانتازية، لتفاجئ وأنت تتابعها أن تلك هي "اللقطة" الوحيدة، بينما القصة تحمل تصويرًا بالغ الدقة لذلك "البلطجي" الذي تظل تفاصيل شخصيته عالقة بذهنك طويلاً ..
أكثر ما يعجبني في المجموعات القصصية تلك الحالات التي تنتقل إليها من كل قصة إلى الأخرى، وقدرة الكاتب وبراعته في أن ينقلك من هنا لـ هناك ..
في (قميص هاواي) تشعر أنك قريب من بطل قصة (العطش) حيث عودة الفانتازيا مرة أخرى، وبالمناسبة فأغلب قصص المجموعة تدور حول ذلك الراوي البطل، ولذا تشعر بها قريبة منك، وتندمج في أحداثها وشخوصها ..
في قصة المجموعة يحضر ذلك الحلم الأزلي القديم، الانتقال بين العوالم عبر "قميص" يرتديه البطل وينتقل من عوالم هادئة وجميلة إلى عوالم الحروب والدمار، وهي حالة يبرع "إيهاب" في تصويرها وجعلها تبدو حقيقية الحد الذي قد يجعلك تدور حولك لتتأكد من العالم الذي أنت فيه!
يمكنك أن تتوقف عند عنوان كل قصة لتتذكر الآن المتعة التي وجدتها فيها ..
ولكن الخلاصة أن هذه المجموعة مميزة جدًا، ظهر فيها نَفَس الكاتب السردي وبراعته، تمزج ـ كما قلنا ـ باستمرار وحرفية بين الواقع والخيال ..
أتذكر الآن (القاهرة) تلك القصة التي تبدو وكأنها صفحة من مذكرات واقعية، ولكنها مكتوبة بحرفية ..
والكاتبة وأحوالها الغريبة الشاذة ..
ولا مزرعة البنات!
أعتقد أن مزرعة البنات كان عنوانًا آخر للمجموعة قد يلقى صدى أكبر وأوسع، لاسيما أن العالم الفانتازي المبني فيها يبدو دائريًا ومدهشًا، فالرجل الذي يزرع البنات حتى يكبرن ويرسل بهن إلى المدينة التي تصنع الأطفال المزارعين ..
والنهاية الطريفة جدًا (مع كانجرو)
شكرًا إيهاب عبد الحميد .. وفي انتظار قصص أكثر وأجمل